الجمعة، 16 ديسمبر 2022

إن كان ثم تغيُّرٌ في فكري الخاص خلال الأشهر الماضية، فتبدُّل نظرتي للخطاب الإسلامي الذي يتحدث عن خطر الإرجاء، وأنه أكبر داهية ابتُليَّ بها المُسلمون في هذا الزمان.

كنت أتوهَّمُ أن هذا الخطابَ مُبالِغٌ، لكن الأحداثَ المتوالية، منذ حالة الهالكتان المرتدتان سارة حجازي ونورهان نصَّار، ثم مؤخرا حالات بلال فضل ومحمد أبو الغيط وعلاء عبد الفتاح، وجميعهم واقعون في ردَّة وخصومة مفتوحة وصريحة مع الشرائع الإسلامية، ويتفقون جميعا على أن شرائع الإسلام ثقافية مرتبطة بزمانها، وليست مطلقة مؤبدة، وأن أكثرها شرائع أقل احتراما للإنسان من القوانين العلمانية المعاصرة، إضافة لدعم بعضهم اللوطيَّة صراحةً، مثل علاء عبد الفتاح.

وكل واحد من أولئك له مقالات وندوات، ومرئيات ومدونات، امتلأت بذم الشرع وأهله، والإلحاد في الإسلام وعلمه، وبث كل ذلك في ملايين الناس، فكانوا دعاةً وما زالوا، فما الردَّة بعد كل هذا؟

لقد صدَّقت الخطوب والأحداث صحة مقالة ألباءُ المُسلمين في دعواهم، أن الإرجاء هو أخطر ما يُفسِد المسلمين حاليا، فهو لازم دين الإنسانوية العلماني، وكذلك هو ناتجه، أي أنه مدخلها ومخرجها معا، ولا أشيع من الإنسانوية تنكيلا في المسلمين وإفسادا لهم في عصرنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق