الثلاثاء، 20 أغسطس 2024

التنديد بالغلاة الذين يخوضون في أعيان المسلمين، والتبكيت لفاتحي أبواب الخلافات العقدية بين المسلمين، وعرضها لسفاهات الصغار وتطاولات الحمقى واضطراب الجهال، يجب ألا يُقابل بتنازلٍ عن حقيقة أن أهل السنة، أهل الحديث، الحنابلة، أهل العقيدة السلفية - أيا كان المصطلح المستعمل مع التطورات التاريخية، وكلها مجرد مصطلحات حادثة - هم أهل العقيدة الصحيحة، وما عداهم من عقائد تتفاوت في الابتعاد عن الحق القويم - وأقربها بعيد - بعدما ابتلعت الفلسفة اليونانية للأبد بلا أمل علاج، فلا إصلاح إلا بهجرها إلى عقيدة أهل الحديث، سلف الأمة الذين نددوا بالكلام وأهله ومسائله وزخرفه.
علاج الغلو لا يكون بالتمييع، والرجل هو من يدافع عن المعتقد الصحيح وقت انحسار المد، وانقلاب الأقربين، لا من ينتفخ مجاهرا حين صعود نجمه، وينتكس متصاغرا حين أفوله!
ومن يستكثر بناس زماننا، ورؤوس علمائهم المُصدَّرين، استدلالا على الحق، إما أنوك يجهل عصرنا، أو مدلِّس يعلم ويخفي، ويهوى ويُضِّل!
إنما الحق حق وشرف ولو نص بيرقه الفرد، والباطل باطل وشين ولو هزت راياته الجموع!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق