الخميس، 12 يناير 2023

العلم والهيبة صنوان، وإن كان العلم لا يُضيِّعه قدر نصف العالم، بكبره ووهمِه؛ فهيبة العلم لا يُضيِّعها قدر العالم خوَّار القلم، مُسترخيَ اللسان.والجاهل المُشاكِس إن لم يخشَ الدليل، إذ لن يفهمه، وإن فهمه عانده؛ فيجب على الأقل أن يتهيَّب التقريع، ويتقي الذم.
وشيوع البلاهة زاد جرأة وطيش في نفسه، ومقابلة صخب جمع المُتظاهرين، بهمس قلة العارفين، إعانة للباطلين في غيِّهم، وفتنة تشكك كل مرتاب.
ومن سَطعَ بسحر أعين الجُموع، خُسِف بسحر أعين الجموع.
أما أمر السحر كله فشر كله، سواء جلب أو نبذ!
وأما العلم فأعجز من إبطال السحر وحده، بل لابد للمسحور من اجتهاد وتعلم، فإن لم يصبر عليهما، لزمه الاتباع، فإن ضاق بكل ذلك، هجر الحديث قاطبة، خير له وللناس.
والعلم علمان، علم الشيء في نفسه، ودرك سياق استعماله وتشويهه، فالعجز عن تقدير فدحِ الجُرم، ومكر السياق، أمارة ضيق أفق العالم، ومثله الإخفاق في استبصار عاقبة المآل!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق