الجمعة، 6 يناير 2023

تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية خادع، فقد تقرؤه باعتباره تاريخ (300 سنة) فقط، وهي القرون الثلاثة الأخيرة المعتبرة في تاريخها (من نصف القرن 18 - إلى ربع القرن 21)، وبالتالي تعتبر أنه سهل وبسيط، فثلاثمائة سنة في أعمار الأمم لا شيء.لكن الخدعة أن القرون الثلاثة الأخيرة في تاريخ الولايات المتحدة مدوَّنة بصورة جيدة مقارنة بغيرها (بسبب مناخ الحرية العام والهوس بالمطبوعات والتأليف)، وممتلئة بأحداث متنوعة، ونزاعات لا نهاية لها، وتمدد فكري وسياسي لا يتوقف. وعليه ستجد أمامك قدرا من التفاصيل الدقيقة لا يتوفر في أمة أخرى على الأرض، ولا أظن سجلات التاريخ وُجِدَ فيها مثل هذه الغزارة المعلوماتية لدولة معينة.
فبقدر استمتاعك وغرقك في المعرفة الفريدة، لكنك ستجد مشقة في تتبع كافة التفاصيل الممتدة في كل جهة.. والتي إن تتبعتها ستجدها تؤدي بك إلى تفاصيل أخرى، وكل حرف منها له تفاصيل وكتب عدة!
فالخدعة من جهتين: جهة التفصيل المذهل العجيب في التأريخ - وجهة حجم الدولة نفسها ومقدار التوجهات والنزاعات والحركات الدينية والسياسية والعلمانية والعلمية والعسكرية فيها، والتي كانت تضيف الجديد دوما بسبب موجات الهجرة وتمدد الدولة بل وحتى طبيعة البروتستانتية نفسها، دائمة التشقق والتوليد للمذاهب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق