الجمعة، 6 يناير 2023

من حيث تخريب عقول الناس، فلا يُقارن أفسد نظام جمهوري بأصلح نظام ملكي!
فحينما يسرق الجمهوريون الفاسدون يوصفون بالسُّرَّاق الناهبين، وحين يتكلَّفون لأنفسهم التبرير يعرف أنصارهم قبل مبغضيهم أنهم حواة محتالون، ولا يكون لفعلهم شرعيَّة في أعين مواطنيهم أنفسهم. بينما حين يسرق الملكيون يصفون سرقاتهم بمصطلحات شرعية وقانونية ودستورية تماما كالمخصصات الملكية وغيرها، وتُبنى عقول الناس على أن هذا (حق شرعي) للملك وعائلته وسلالته كلها أحيانا!قارن مثلا جمهوري فاسد كمبارك، بملك من سلالة محمد علي كفاروق، أو كإسماعيل! إن كنت تعرف التاريخ الحقيقي - لا تاريخ صفحات الولولة على الملكية و(مصر زمان) والأحمق الذي يصف نفسه إلى اليوم بأنه ملك مصر فؤاد الثاني - لعرفت أن أسرة مبارك تبدو كصغار النشالين مقارنة بفحش أسرة محمد علي التي كأنما فُطِرَت على النهب ومص الدماء!
أما من ناحية السياسة، فيكفي لذوي العقول في بيان حقارة الملكيَّة مقارنة بالجمهورية، أن من أقوى مُثوِّرات الشعوب الجمهورية، هو غضبها وذعرها من أن تصبح بلادهم وراثية كالملكية! حتى أكثر الشعوب تعرضا للاستبداد والطغيان الجمهوري، أشد ما يثيرها هو (انحدار) أنظمتها إلى درجة التشابه مع الملكيَّة!
ومن ناحية الاستبداد السياسي، والحيل الوضيعة، والتلاعب بالشعوب والعقول والمعارضة، فالملكيَّة تكاد تقوم على هذه الأفعال السياسية كأركان للحكم! لا توجد ملكية لا تتلاعب بالمعارضة الحقيقية أو تمنعها من الأصل، أو تتسامح مع إهانة (العائلة الحاكمة) أو نقدها واتهامها، ما بالك بالسعي لإزالة منظومتها من الجذور! فإن كانت الجمهوريات المستبدة فيها هذه الأدواء، فهي في الملكيات أركان لا تقوم إلا بها!
ولو لم يكن للجمهوريات في زماننا من فضيلة سوى أنها جعلتنا لا نرى كبار رؤوس الدولة وعقولها يحنون ظهورهم في تذلل أمام صبي متعجرف مدلل سخيف، أو صبية متكبرة غير محتشمة، قانونا ودستورا، لأنهم أولياء عهد، أو أمراء، لكفى بها نعمة، لم ولن يفهمها الخانعون يوما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق