الجمعة، 6 يناير 2023

جمهرة الباحثين المعاصرين (ذوي التوجه الإسلامي) المتحدثين في قضايا المرأة، ويضعون للشباب السلاسل والمرئيات، يغترفون غرفا من كتاب (تحرير المرأة في عصر الرسالة)، ومنهم باحثون سلفيون مشاهير، ومن لم يغترف، وافق أسسه التي قام عليها.
وكتاب تحرير المرأة في عصر الرسالة هو صياغة أكثر تهذيبا (أو أشد مكرا) لأفكار محمد عبده وقاسم أمين، اللذين قادا مشروع أسلمة الموجة النسوية الأولى بقيادة صالون نازلي.
وأفكار عبده وقاسم في تلك القضية ابنة حركة الليبرالية الغربية في القرن التاسع عشر (امتداد عصر التنوير)، وخاصة جناحها النسوي، حتى إن كتاب قاسم أمين الثاني في تلك القضية (المرأة الجديدة) تكاسل (أو تجاسر) صاحبه فجعل عنوانه على عنوان أشهر موجة جابت نسويات الغرب في زمانه الذي كتبه فيه، وهي موجة (المرأة الجديدة) التي سادت تسعينيات القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين [وقت صدور كتبه]، وفيها كان يتم دوما تصوير المرأة في الصحف جالسة كالرجال تدخن في صلف، بينما الرجل يطبخ لها الطعام وينظف الشقة [ابحث عن مصطلح New woman، ومرفق صورة من إحدى الصحف وقتها]!
فلنُعِد ترتيب أفكارنا = الداعية فلان الفلاني، المشهور في زماننا بأنه ممن يصنعون سلاسل أو مرئيات عن المرأة ودورها - ويحدث أحيانا أن يكون سلفيًّا - ينقل أركان فكره وأعمدة رؤاه من كتاب جماعة الإخوان وإنجيل النسوية الإسلامية: (تحرير المرأة في عصر الرسالة)، الذي هو أصلا صياغة أوسع وأطول لكتب العلمانيين محمد عبده وقاسم أمين، والأخير منهما، الأشهر في هذا الملف، ينقل من نسوية زمانه الغربية الأوروبية.
هذا استعراض بسيط وموجز جدا لكيف تتسلل أفكار الغرب، وسفالات رواده، التي كانت أصولها علمانية ومحاداة الله --> إلى أفواه دعاة شابت لحاهم في نصرة الشرع، ولا حول ولا قوة إلا بالله!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق